في عام 2000، سُجّل متوسط مدى الانتباه عند 12 ثانية. وبعد أكثر من عقد من الزمان، توصلت شركة "مايكروسوفت" ...
فهل التكنولوجيا مسؤولة عن تضاؤل مهارات التركيز لدينا؟ هذا أمر محتمل. غير أننا لا نشعر بالملل فقط، بل أصبحنا لا نتّسم بالصبر.
هل اندثرت مهارات القراءة ؟
تُظهر إحصائيات عام 2017 بشأن النشاط على الإنترنت أن نسبة كبيرة منّا تقرأ الأخبار عبر الإنترنت، إذ يفضّل حوالي 70-75% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و54 عاماً هذه الطريقة على المواد المطبوعة. وعلى الرغم من ذلك، يقول العلماء إن القراءة على الورق أكثر إمتاعاً وفائدة فيما يتعلق بفهمنا للمعلومات واحتفاظنا بها، وهو أمر جدير بالملاحظة للشركات التي تحرص على إنشاء حملات تسويقية مطبوعة.
بالطبع نحن جميعاً نحب القصص الشيّقة. لكن عبر الإنترنت، فليس سراً أن الكثير منّا لا يقرأ سوى العناوين الرئيسة، بل إنّ ثمانية من كل عشرة أشخاص، في الواقع، لا يتجاوزون الجملة الأولى. وحتى لو تجاوزوها، فلن يكمل نصفنا قراءة المحتوى.
أحسنتَ إذا كنت قد بلغت هذا الحد في هذه المقالة. ابق معي لوقت أطول قليلاً ...
لماذا لا ننتقل إلى أسفل الصفحات؟
سهولة الاطلاع على كل شيء عبر الإنترنت، والسرعة في ذلك، هي أمر نأخذه جميعاً بصفتهِ واقعاً مسلّماً به. وإذا لم نتمكن من الحصول على كل شيء هنا، وفي الوقت الحالي، فلمَ نتكبّد العناء؟
والأمر يعود ليس فحسب إلى الطريقة التي نستهلك بها، بل إنّ الحجم الهائل لما هو متاح لنا عبر الإنترنت يلعب أيضاً دوراً في ذلك. إذ أفرز العدد الهائل من المقالات والمدونات والمواقع الإرشادية التي يمكن تصفحها على الإنترنت أجيالاً من القراء غير الصبورين، المشغولين بالانتقال من موضع محتوى إلى الموضع التالي ...
ولا عجب في الأمر؛ فمع حياتنا المثقلة بالمشاغل على نحو متزايد، مَن يحظى بالوقت الكافي لقراءة كل شيء؟
وبالنسبة لمنشئي المحتوى، يمثل هذا الموقف القائم تحدياً كبيراً يجب التغلب عليه.
الصور والتعليقات التوضيحية: هل هي ضارة بعادات القراءة أم أنها قصاصات مهمة؟
تكفي الصورة وحدها، في بعض الأحيان، لجذب انتباهنا، وليس العنوان الرئيس. كما أنّ محتوى الفيديو سيكون ماثلاً في المشهد على الدوام. وإذا كنا بحاجة إلى تحفيز بصري لحثّنا على القراءة، فإن ملاءمة كل صورة وجدواها ووضعها في سياقها أمر بالغ الأهمية.
وقد ثار، في الآونة الأخيرة، الكثير من النقاش بشأن مساهمة الصور في تعزيز الأخبار المزيفة. إذ يمكن للعقل، مع تعليق توضيحي مضلل يصاحب الصورة، أو حتى بدون تعليق، استنتاج مجموعة كاملة من الحقائق المشوّهة من واقع ما تراه الأعين فعلياً.
"أرِنِي ما لديك ولا تكتفي بالكلام" هو المبدأ المطلق في الكتابة، والصور تفعل ذلك بالضبط. لكن في بعض الأحيان، يمكن للجهود الكبيرة التي تبذلها العلامة التجارية لنقل رسالة أن تُشوّه بشكل كامل؛ إذ لاقى أحدث إعلان لـ "دوف"، العلامة التجارية المعروفة لمنتجات العناية الشخصية، يصوّر امرأة سوداء تخلع قميصها لتكشف عن امرأة بيضاء تحتها، انتقادات وردود فعل عنيفة في جميع أنحاء العالم بسبب تصويره العنصري. فهذا الإعلان، مع شرح أو من دون شرح، يخطئ هدفه تماماً.
وعلى الرغم من أهمية التعليق التوضيحي، يبدو أحياناً كما لو أن هذا الفن قد تضاءلت أهميته، سواء كلّف الأشخاص أنفسهم عناء قراءته أو لم يهتموا به.
كيف ندفع القراء إلى مواصلة القراءة؟
هذا سؤال صعب. ربما لا يكمن الحل في البناء اللغوي فحسب، بل في عقلية القارئ أيضاً. لذا، من الأهمية بمكان إجراء الأبحاث وفهم جمهورك والتأكد من أن المحتوى الذي تُنشئه يرتبط باهتماماتهم أو احتياجاتهم أو قيمهم.
وغنيُّ عن القول أنك بحاجة إلى موضوع مثير للاهتمام أو يستحق النشر. وعلى الرغم من أن العنوان الخاطف يمكن أن يحصل على النقرات الأولى، إلا أن القراء سينسحبون إذا كانت المعلومات تتطلب الكثير من الجهد لاستيعابها.
قائمة مرجعية
إذا كنت قارئاً غير صبور تبحث عن حل سريع لإشراك القراء غير الصبورين، فجرّب نصائح الكتابة هذه، ولكن توخّ الحذر؛ فهذه القائمة ليست شاملة ولا توجيهية:
- ينبغي ألا يكون العنوان لافتاً للانتباه فحسب، بل يجب أن يصف بدقة ما يمكن أن يتوقعه القراء من المحتوى لتجنب توقفهم عن القراءة.
- احرص على أن تكون المقدمات قصيرة وجذابة، وتجّنب الخِدع والحِيل.
- اطرح أسئلة.
- تضمين الإحصائيات والاقتباسات.
- تقسيم النص، إذ يفضَّل استخدام العناوين الفرعية والفقرات المكونة من سطر واحد والجُمل القصيرة.
- تضمين الروابط التشعبية، ولكن لا تُفرط في تحميل مقالتك بها.
- تحديد مصادر الصور ذات الصلة (فكّر في تعليقاتك التوضيحية...)
- اتخذ لعلامتك التجارية نمطاً تتفرّد به.
- اجعل محتواك مناسباً لوسائل التواصل الاجتماعي ومواتياً للهاتف المحمول. إذ غالباً ما يقوم القراء بمشاركة المحتوى بدلاً من تصفّحه، لذا فكّر في كيفية تقديم المحتوى الذي تُنشئه عبر منصاتٍ متعددة لاستمالة القراء الجدد.
- إذ غالباً ما يقوم القراء بمشاركة المحتوى بدلاً من تصفّحه، لذا فكّر في كيفية تقديم المحتوى الذي تُنشئه عبر منصاتٍ متعددة لاستمالة القراء الجدد.
- حاول أن تسرد قصة.
لا يتعين عليك دائماً تقديم إجابات. ففي بعض الأحيان تفتح المحتويات الأكثر إثارة للاهتمام الباب لمزيد من الأسئلة.